الاثنين، 21 مايو 2012

الاستاذ ديفيد متشل: رحلتي مع المدونات

الاستاذ ديفيد ميتشل بدأ كمدرس في مدرسة هيثفيلد الابتدائية في مدينة بولتون في بريطانيا، ويعمل حالياً نائبا لمديرها، كما أنه مدرس مرخص من قوقل.ديفيد كان مدوناً نشطاً ومهتماً بتقنيات التعليم، وقدم فكرة تفعيل المدونة في مدرسته وتبناها عام 2009 وقد حصل على عدة جوائز على اعماله  المتعلقة بتفعيل المدونات من عدة جهات متخصصة من بينها  مايكروسوفت. 
البداية...
يحدثنا ديفيد عن بداياته مع فكرة التدوين وكيف تطورت الفكرة في محاضرته التي القاها كمتحدث في مؤتمر بليموث لتحسين التعليم . فعندما بدأ في العمل كنائب لمدير المدرسة، لاحظ أن عدد الطلاب اللذين يتم ارسالهم للإدارة من قبل المعلمين لأسباب سلبية يفوق عدد الطلاب اللذين يأتون للإدارة لسبب ايجابي. فلكل 10 طلاب يتم ارسالهم فقط طالب واحد يأتي لسبب ايجابي! قرر ديفيد بتغيير هذه النسبة ففكر بفكرة بسيطة وهي انه وعد الطلاب بأن من يرسله معلمه او معلمته للإدارة لسبب ايجابي فانه سيتكلم عنه  في مدونة خاصة أسماها Welldone  وتعني "أحسنتم العمل" . لم يتوقع ديفيد سرعة تفاعل الطلاب، حيث انكب عليه الطلبة في مكتبه من اجل ان يكتب عنهم في مدونته. قام ديفيد بتصوير كل طالب وطالبة مع اعمالهم من خلال الايفون. ثم وضع صورهم في تدوينات مستقلة وكتب عن عملهم عبارات بسيطة. لم تأخذ منه المهمة وقتاً كثيراً - على حد قوله - وكان تفاعل الطلاب معها عالياً. أضاف لهذه المدونة فكرة وضع تسجيل صوتي بأصوات الطلبة كذلك لنشر اعمالهم الايجابية.  













المدونة كأداة لتحفيز الطلاب على الكتابة
حماس الطلبة وتفاعلهم جعل ديفيد ينتقل بفكرته الى مرحلة أخرى وهي أن يكون لكل مرحلة مدونة خاصة بإشراف المعلم/المعلمة ويشارك فيها الطلاب بكتابة مقالات. وهنا تجدون موقع المدرسة ومنها يمكنكم التنقل بين مدونات المراحل المختلفة والإطلاع على محتواها.
تفاعل الطلبة مع الفكرة بشكل ملفت وكنتيجة لهذا التفاعل جاءه في يوم من الايام احدى الطلاب يطلب منه ان يكون له مدونته الخاصة ليكتب فيها ولكن ديفيد كان متخوفا من فتح المجال للطلاب لان ذلك سيتطلب جهوداً اضافية لضبط الوضع. حيث ان الوضع الحالي يمكن السيطرة عليه بسهولة فلكل مرحلة مدونة ولا يمكن نشر أي مقالة او تعليق إلا بعد اشراف وموافقة المعلم/ المعلمة المسؤلين عنها.  وفي يوم من الايام لاحظ ديفيد تجمعاً في الساحة وخاف ان هناك مشاجرة او ان احدا اصيب بمكروه فسألهم: "ما المشكلة ؟" أجابه احد الطلاب بأن زميلهم استطاع ان يعمل مدونته الخاصة! وهنا رأى ديفيد أهمية أن تتبنى المدرسة الموضوع وان يكون هناك بيئة خاصة للمدرسة يمكن من خلالها الطالب بأن يمتلك مساحته الخاصة بالتدوين تحت اشراف الاساتذة والمدرسة. فكما قال ديفيد:"ان لم نوفرها لهم فانهم سيتدبرون الامر بنفسهم، فالأولى ان نوفرها لهم مع التوجيه". وهنا أعاد ديفيد النظر في فكرة توفير مدونات للطلاب،  وأعلن للطلبة بأن من يرغب في أن يكون له  مدونة يكتب مقالاً يوضح فيه لماذا يرغب في أن تكون له مدونته الخاصة؟ 


لماذا كل هذا الحماس من أجل التدوين؟
لماذا المدونة كان لها كل هذا المفعول؟ لانه من خلالها الطالب يحصل على فرصة لنشر عمله للعالم ويتفاعل معه جمهور حقيقي. هذا هو السبب! وهذا ما عبر عنه الطلاب عندما ارسلوا مقالاتهم. فعندما يعرف الطالب بأن عمله سيعرض للعالم فانه سيجتهد في اخراجه بأفضل طريقة ممكنة! وهذا ما حصل لطلبة مدرسة هيثفيلد. ويذكر ديفيد أن أكثر مقالا استوقفه هو لإحدى طالبات الصف السادس والتي تحمست كثيراً لفكرة المدونة الخاصة وسطرت في مقالها فكرتها المبدعة. وهي  كتابة قصة من أجزاء والجمهور هو من سيحدد اتجاه القصة وسير احداثها من خلال سؤال ستطرحه بعد نهاية كل جزء. حيث ستضع له 4 خيارات ومن خلال التصويت لهذه الخيارات ستحدد اتجاه سير الاحداث في القصة. ديفيد تفاعل مع فكرة طالبته وشجعها وكانت من شدة الحماس والتفاعل تكتب احداث الجزء التالي لجميع المسارات الاربعة! فهي لن تصبر حتى ينتهي التصويت! وكان تعليق ديفيد:"تخيلوا لو اني لم اوفر لهم البيئة المناسبة  فان مثل هذا الحماس والإبداع لن يجد مساحة لان يخرج للعالم" يمكنكم الاطلاع على المدونة والقصة هنا .


الجمهور الحقيقي هو المحرك
توفر جمهور حقيقي متفاعل هو احد أهم أسباب فاعلية التدوين كأداة للكتابة. والمدارس تجد صعوبة لخلق هذا الجمهور لطلبتها وهذا احد اسباب فشل تجربة التدوين في كثير من المدارس كما ذكر ديفيد. وفي حالة ديفيد فكان يستعين بجمهوره في تويتر للتفاعل مع طلبته ولكنه كان يواجه نفس التحدي. لذا فكر بفكرة جميلة أسماها "رباعية التدوين"  Quad Blogging وهي باختصار فكرة بسيطة بحيث يتعاون 4 فصول من نفس المرحلة في مدارس مختلفة في أي مكان في العالم. بحيث كل أسبوع ستكون احد الفصول هي من يدون والفصول الاخرى تقرأ وتعلق. أترككم مع مقطع فيديو لإحدى المدارس التي طبقت الفكرة :


وهنا مقطع لأطفال يشرحون فكرة التدوين الرباعي:




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق