الثلاثاء، 18 مايو 2010

"أعمال كبيرة بأيدي صغيرة"



مشروع رائع للمرحلة المتوسطة قامت به طالبات مدارس المدرسة الأهلية، جمع هذا المشروع بين الكثير من المعاني والقيم واستطاع ان يوفر للطالبات فرص كثيرة لاكتساب مهارات متميزة وخبرات متنوعة، من بينها العمل الجماعي وتحمل المسؤلية ومهارة البحث ومهارة الالقاء والمهارات الاجتماعية المختلفة والعمل التطوعي والمهارات التقنية المتنوعة.
المشروع عبارة عن نشاط لاصفي بدأت الطالبات العمل عليه مع معلمتهن المتميزة منذ بداية السنة الدراسية وهاهن اليوم يحصدن النتائج مع نهاية هذا العام الدراسي، حيث قامت الطالبات بمناقشة بحثهن العلمي وكذلك بتوثيق كل عملهن على مدونة الكترونية باسم "أعمال كبيرة بأيدي صغيرة" ونشرها على الانترنت للجميع للاستفادة من تجربتهن والسير على خطاهن. فكرة المشروع في الأساس هو البحث العلمي ولكن لم يتم تنفيذ البحث بطريقة تقليدية تبعث الملل في نفوس الطالبات وتنفرهن، وانما كان بطريقة تربوية وتعليمية ممتعة وشيقة.
في البداية كان هناك جلسات خاصة للنقاش لاختيار الموضوع بحيث الطالبات أنفسهن هن من اخترنا الموضوع وهو "سرطان الأطفال". ومن ثم بدأن العمل من خلال خطة واضحة توضح خطوات البحث العلمي الصحيحة ومخرجات البحث المتوقعة منهن. وقمن بتجميع المعلومات والحقائق بالطرق المختلفة وبالاضافة الى ذلك قامت الطالبات بالزيارات الميدانية ومقابلات المتخصصين والعمل التطوعي.
العمل التطوعي كان تجربة رائعة للطالبات حيث قمن بالتطوع في جمعية سند وشاركن من خلال اعداد وتقديم أنشطة ترفيهية للأطفال المرضى في عدد من المستشفيات. كما قمن بشراء الهدايا لبعض الأطفال وزياراتهم بأنفسهن وتقديمها لهم والدعاء لهم بالشفاء وتوثيق ذلك كله وتجميعه ليكون على شكل فيديو ورفعه على المدونة. واليكم المقطع، كما يمكن قراءة المقال واستعراض الفيديو من المدونة بالنقر هنا:





لقد تركت التجربة في أنفس الطالبات أثر عظيم وكأم لاحدى الطالبات فقد لمست ذلك الأثر على ابنتي مما زاد حماسها لموضوع البحث وتعلقها به. ومن تعليقات بعض الطالبات أنفسهن على هذه التجربة: " أنها أدخلت السعادة في نفسي لاني وبأشياء بسيطة استطعت ان أدخل السعادة والسرور على أنفس هؤلاء الأطفال"، "قربي من الأطفال وتعرفي عليهم ومعرفتي لطبيعة مرضهم جعلني أهتم بالموضوع أكثر وأرغب في تعلم المزيد"، " لو درست هذه المعلومات في كتاب العلوم سأجد صعوبة كبيرة في فهمها ولكن بعد هذه التجربة فان المادة العلمية في هذا البحث على صعوبتها وتفرعها الا اني بسهولة استطعت استيعابها!"، "غمرنا شعور بالانجاز والفخر بأنفسنا لاننا استطعنا تحقيق ما كنا نعتقد انه لايستطيع تحقيقه الا الكبار!"، "شعرت بأني عضو فعال في المجتمع وساهمت في خدمته".
العمل الخيري والأنشطة الجماعية هي من أهم الأنشطة التي تدعمها وتشجعها مدارس المدرسة ولكن ما يميز هذا العمل بالذات أنه تم توثيقه ورفع جميع المعلومات على مدونة الكترونية ونشرها من قبل الطالبات أنفسهن مما جعلهن يوظفن التقنية التي يحبونها ويحسنون التعامل معها في أمور تتعلق بدراستهن. وقد تنوعت هذه التقنيات من استخدام الكاميرات الرقمية وتسجيل المقابلات الصوتية ومقاطع الفيديو المرئية الى توثيق البحث بشكل الكتروني ومن ثم تحويله الى ملف pdf ومن ثم رفعه للمدونة. كما انهن استخدمن برامج مختلفة وتطبيقات متنوعة لتقديم كل ذلك في المدونة ونشرها للجميع. من ضمن التطبيقات برنامج Movie Maker لانتاج مقطع الفيديو وكذلك موقع youtube وموقع goear وموقع Scribd لاستضافة مقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية ومستند البحث.

ولكن أجمل ما في ذلك كله تفاعل المدرسة الرائع ومعلماتها مع ورشة عمل كنت قد قدمتها لهم مع زميلتي - الله يذكرها بالخير- بشكل تطوعي بعنوان:"أنت وطالباتك والبرامج الاجتماعية: أدخلي عالمهن وتعلمي أدواتهن". الهدف الأساسي من الورشة توعية الملعلمات في مدارس بناتنا بالتعلم الالكتروني وأهمية دمج التقنية بالتعليم وخاصة البرامج الاجتماعية المجانية والمتوفرة والتي يسهل للجميع استخدامها وتفعيلها. وفق الله جميع من قام على هذا العمل وجعله الله في موازين أعمالهم وأكثر الله من أمثالهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق