الاثنين، 1 أغسطس 2016

"بوكيمون جو" في الفصل الدراسي !



 أول مرة سمعت بلعبة  "بوكيمون جو" Pokémon GO    كان قبل اسبوعين تقريباً، عندما اقترحت ابنتي ان تلعب مع اخوتها لعبة "البوكيمون جو" أثناء سفرنا. ثم بدأت أنتبه لها في تغريدات تويتر وبرودكاست الواتس آب وبقية  التطبيقات الاجتماعية. أكثر المقالات والرسائل المحلية كانت تدور حول التعريف بهذه اللعبة، والسر خلف انتشارها وبعض التحذيرات من اللعب بها وبعض المخاوف حولها. كما انتشرت مقالات تتحدث عن حقيقة هذه المحاذير. ولكن ما استوقفني هو تغريدات لمن أتابعهم من الخبراء في مجال التعليم وتفعيل التقنية، حيث بدأ عدد منهم يغرد حول  "كيفية تفعيل هذه اللعبة في الفصل الدراسي والاستفادة منها في التعليم!".  
فقد بدأ  Ross Cooper   مقالته بعنوان: بوكيمون جو وخاطرة سريعة   Pokémon Go, One Quick Thought بمصطلح جميل  Pop Curriculum  وهو مستوحى  من فكرة ادخال الثقافة المحلية   Popular Culture  في التدريس وتصميم الدروس حولها،  فهي تعتبر  فرصة للمعلمين الى الوصول للطالب من خلال اهتماماته من ( افلام او العاب فيديو او ...). وقد عرف الكاتب Pop Curriculum  بأنه " المناهج الحديثة ذات الصلة والتي تتطور باستمرار لتتواكب مع احتياجات طلابنا  واهتماماتهم "
كانت مقالة روس تحذر المعلمين من استخدام هذا التطبيق فقط لهدف استخدامه بدون التأكد من فائدة استخدامه لتحقيق اهداف الدرس التعليمية ومناسبته للموقف التعليمي. لانه بدأ يشعر بحماس بعض المعلمين للعبة واستخدامها في التدريس لطلابهم. وقد اختصر تحذيره بتشبيه جميل، حيث قال: " لا تحاول ادخال مسمار مربع في ثقب دائري ! ". وقد اختتم مقالته بتأكيد أن لعبة بوكيمون جو مناسبة جداً لأن يتم دمجها في الدروس حيث أنها من الثقافة الشائعة بين الطلاب والتي نجحت في شد انتباههم وجذبهم، ويمكن أن تساعدنا في تلبية احتياجات طلابنا من خلال دمجها في المنهج Pop Curriculum  . حيث وضح  أن منهج الثقافة الشائعة Pop Curriculum ،  لا يختلف كثيراً عما يفعله المعلمون في المدارس، الا أن المعلمين -هنا- قاموا بتحوير طرق التدريس والتنويع  والتغيير في الأدوات والوسائل بناءاً على تعاطفهم مع الطلاب لتلبية احتياجاتهم وحل مشاكلهم. وهذا النوع من التصميم للدروس يسمى بتصميم التفكير Design Thinking  حيث تبدأ عملية التصميم للدرس او المنهج بالتعاطف مع الطالب وفهم حقيقي لاحتياجاته ومشاكله قبل البدء بتصميم الدرس او توفير حلول مناسبة لمشاكله. وقد  شجع  روس في نهاية مقاله على ان يقوم المعلم بتجربة لعبة "بوكيمون جو" مع طلابه،  على ان يحذر من ان يطغى استخدام التقنية بذاتها على الهدف التعليمي من وراء استخدامها، أوكما عبر عنها بطريقته: "أن لا يكون المسمار مربع والثقب دائري". وأضاف أهمية أن يكون المعلم متغيراً ليواكب احتياجات طلابه ويقدم ما يفيدهم.

ما يميز لعبة "البوكيمون جو" هي انها جعلت الناس تخرج لتستكشف محيطها الخارجي بحثاً عن كائنات البوكيمون لالتقاطها من خلال خرائط قوقل، وفي الغالب توضع هذه الكائنات في المعالم الرئيسية للمدينة.  وفي اللعبة مميزات اخرى يمكن للمعلمين من خلالها تحقيق بعض الاهداف التعليمة مثل التقاط صور لمعالم البلد ومشاركتها في الصف بعد تجميع معلومات عنها، والتقاط صور لكائنات حية محلية، واستخدام المعلومات الموجودة في اللعبة وتحليل البيانات، و تحويل المسافات من كيلومتر الى ميل، و التقاط صور البوكيمون التي تم التقاطها وعمل قصة رقمية لتحكي عن تجربة الطالب للعبة البوكيمون نفسها.  تجدون في هذه المقالة على موقع مدونة National Geographic   بعض الأفكار لاستخدام لعبة  "بوكيمون جو" مع الطلاب والطالبات في المرحلة الابتدائية. كما أن مدونة Discovery Education  تنشر مقالة في نفس الموضوع.